800 ناشط إيراني يهاجمون "الإعدامات" ويتهمون النظام بتحويلها لأداة قمع سياسي

800 ناشط إيراني يهاجمون "الإعدامات" ويتهمون النظام بتحويلها لأداة قمع سياسي
مسيرة ضد الإعدامات - أرشيف

هاجم أكثر من 800 ناشط مدني وثقافي وسياسي إيراني من مختلف الاتجاهات، في بيان مشترك غير مسبوق، الجمعة، النظام الإيراني متهمين إياه بتحويل عقوبة الإعدام إلى وسيلة قمع وسيطرة سياسية بدلًا من أن تكون أداة لتحقيق العدالة.

جاء في البيان الذي وقّعه عدد من السجناء السياسيين أن موجة الإعدامات المتسارعة، ولا سيما في سجن قزل حصار بمدينة كرج، تمثّل "انهيارًا أخلاقيًا وقانونيًا" داخل المنظومة القضائية الإيرانية و"تجاهلًا سافرًا لكرامة الإنسان وحقه في الحياة".

ووصف الموقّعون حملة «كل ثلاثاء لا للإعدام» التي انطلقت قبل أكثر من عام من داخل السجن نفسه بأنها مبادرة مدنية شجاعة أطلقها السجناء السياسيون للاحتجاج على ما وصفوه بـ"ثقافة الموت" التي تكرّسها السلطات الإيرانية. 

وأشار البيان إلى أن عددًا من السجناء في الجناح رقم (2) أنهوا إضرابهم المؤقت عن الطعام بعد وعود رسمية بتعليق تنفيذ أحكام الإعدام لمدة ستة أشهر، محمّلين النظام الإيراني المسؤولية الكاملة عن حياتهم وسلامتهم.

الإعدام أداة سياسية

أكد البيان أن سياسة الإعدامات المستمرة "ليست تنفيذًا للعدالة بل تعبير عن العجز عن الإصلاح"، مشددًا على أن الإعدام يمثل "فشلًا أخلاقيًا وقانونيًا، وإنكارًا لجوهر الحق في الحياة". 

وأضاف أن أي نظام، مهما كانت مبرراته الدينية أو القانونية، لا يملك الحق في تحويل أرواح البشر إلى وسيلة للترهيب السياسي أو السيطرة الاجتماعية.

واعتبر الموقعون أن استمرار السلطات الإيرانية في تنفيذ الإعدامات، رغم الاتجاه العالمي نحو إلغائها، يعكس "عزلة النظام ويأسه من الحوار مع المجتمع الإيراني"، مؤكدين أن العنف الممنهج لن يخلق استقرارًا، بل سيعمّق الانقسام والكراهية ويقوّض الثقة العامة بين الدولة والمجتمع. 

ودعا البيان النخب الفكرية والمنظمات الحقوقية الدولية إلى التحرك وعدم الصمت أمام "هذا النهج اللاإنساني الذي يسلب الحياة تحت غطاء القانون".

أسماء بارزة بين الموقّعين

ضمّ البيان توقيعات عدد من أبرز الشخصيات السياسية والثقافية في إيران، منهم المخرج جعفر بناهي، والسياسي الإصلاحي مصطفى تاج زاده، والحائزة على جائزة نوبل للسلام نرجس محمدي، والناشطة سبيده قليان، والكاتب محمد نوري زاد، والباحث مهرداد درويش بور، والكاتب فرج سرکوهی، والصحفية بدر السادات مفيدي، والمحامي عبد الفتاح سلطاني، إلى جانب عشرات الكتّاب والفنانين والسجناء السياسيين السابقين.

وفي سياق متصل، أفاد موقع هرانا الحقوقي بأن السلطات الإيرانية نفّذت خلال شهر أكتوبر وحده 236 حكم إعدام في سجون البلاد، بمعدل ثماني إعدامات يوميًا، بينهم قاصران كانا دون الثامنة عشرة عند اعتقالهما. كما صدر 12 حكمًا جديدًا وصودق على سبعة أخرى خلال الشهر ذاته.

انتقادات أممية متزايدة

بحسب تقرير حديث أصدره الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الثلاثاء الماضي، شهد النصف الأول من عام 2025 تنفيذ 612 حالة إعدام في إيران، بزيادة قدرها 119% عن الفترة نفسها من العام الماضي.

وأعرب غوتيريش عن قلقه العميق من تصاعد موجة الإعدامات والتعذيب واستهداف الأقليات في إيران، مؤكدًا أن الإعدام العلني يمثل انتهاكًا صارخًا لحظر التعذيب والمعاملة القاسية وغير الإنسانية. 

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، المجتمع الدولي إلى الضغط على طهران لوقف هذه الممارسات التي "تتناقض مع كل القيم الإنسانية ومع التزاماتها الدولية".

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية